ما كتب عن محافظة البصرة حضارة وسياسة وتاريخاً كثير إلا ان ما كتب عن التكيات فيها وجذورها قليل ان لم يكن نادراً .
ولا حاجة الى القول ان تناول التكيات التي هي نمط من انماط اماكن العبادة يعد ربطاً للحاضر والمستقبل الذين يتصلان اتصالاً عضوياً بالماضي وان اي بناء جديد في اي ميدان من ميادين الحياة الانسانية لابد من ان يربط الماضي بالحاضر والمستقبل لفهم اصولها ومرجعيتها التاريخية ومعرفة الاسس التي قامت عليها تلك التكايا بصورة عامة .
وتعرف التكايا بانها مكان للصلاة والاذكار يسكن فيها الدراويش من منتسبي الطرق الصوفية ، ويذكر لنا التاريخ الاسلامي انشاء التكايا التي ما كتب عن محافظة البصرة كثير .
وكتب عن تاريخها كثير ايضاً إلا ان اكتب عرفت باسمها القديمة منها ( الزوايا ) او ( خانقاه ) التي اتخذت بعض من المتصوفين لهم كمكان للعبادة والتدريس وللعزلة ومنها المتصوف الغزالي .
وفي محافظة البصرة فقد تنوعت هي الاخرى مثل باقي المدن العراقية في انواع التكايا التي انشئت بسبب الاحتلال العثماني للعراق بالتسهيلات التي قدمت لانشاء التكايا ومكاناً للدعاء بجانب السلطان العثماني آنذاك .
وتذكر المصادر ان مكان التكايا متفرقة في محلات وأقضية البصرة منها التكية السهروردية والقادرية وتكية جامع ابن المنارتين وتكية عبد القادر الهندي وتكية الملا مرهون في الرباط بالعشار وتكايا اخرى ملحقة مثل جامع العابدين وسير الذهب وجميعها داخل المدينة .
وقد ذكر المؤرخ الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة عدد التكايا في كتابه التحفة النبهانية التي وصلت الى 10 تكيات في البصرة .
وقد تقلصت الآن عدد التكايا لاسباب منها وفاة المقيمين عليها أو التجاوز في شوارع البصرة مما اضطر الى ازالتها وهكذا .